تشخيص الامراض بالنظائر المشعة
شكل جهاز الاشعاع |
تعتمد فكرة استخدام النظائر المشعة في التشخيـص على
خصائص هذه المواد التي تتيح للجسم ان يتقبلهـا ويتفاعل معها
مثل المواد الثابتة (غير المشعة) تماما نفس الوقت يستطيع
الطبيب ان يتتبع تركيز هذه المواد في اعضاء الجسم المختلفة
وانتقالها من عضو لآخر وطريقـة افرازها خارج الجسم، وبذلك
يتعرف على وظائف الاعضاء، ويتمكن من تشخيص الحالات
المرضية بها تشخيصا دقيقا يتيح له معرفة المرض بصورة واضحة
وتأثير العلاج على تطور سير المرض .
بما تتركز نظرية المواد المشعة
تتركز نظرية استعمال المادة المشعة في بحث حالة عضو معين
بالمقارنة بنسبتها في الدم وفي بقية اعضــاء الجسم ، وخلال تواجد
هذه المادة المشعة داخل النسيـج «المريض» ترسل باستمرار
اشعاعات خاصة يمكن التقاطها وتسجيلها بطرق مختلفة بواسطة
الاجهزة الالكتروليـة الحساسة ، حيث يمكن تقدير كمية امتصاص
المادة المشعة العضو أو النسيج او الحصول على رسم بياني يوضح
طريقة تفاعل العضو مع هذه المادة ، كما يمكن الحصول على نوع
من الصور يوضح امتصاص العضو لهذه المادة ودرجة تركيزها في مختلف
أجزاء هذا العضو وذلـك بواسطة المسح الوميضي او الكاميرا الوميضية .
وعندما تستعمل النظائر المشعـة للمريض للاغراض التشخيصية
تعطى بكميات صغيرة جدا لا تؤثر علـى العضو المصاب أو بقية الجسم
ولكنهـا تتيح للطبيب متابعة الحالة المرضية ، ولكل عضو بجسم
المنبعث منها متابعتها داخل الجسم واذا استخدمت المواد المشعة
بكمية اكبر ، فانها تقتل الخلايا الزائدة النشاط او الانسجة الخبيثة
استحدمات النظائر المشعة فـي التشخيص
- 1 - يستعمل اليود المشع في تشخيص امراض الغدة الدرقية
- وتعتبر هذه الطريقة احدث وأدق الطرق حيث انها تعطي فكرة
- واضحة عن مقدار نشاط هذه الغدة ، وقد حلت هذه الطريقة محل
- سرعة الاحتراق التي كانت تعطي نتائج غير دقيقة ولا يعتمد عليها كثيرا .
- كذلك أصبح في الامكان تشخيص أورام الغـدة الدرقية بدقة ومعرفة ما
- اذا كانت هذه الاورام حميدة أو خبيثة ، وبذلك يمكن معالجتها قبل
- استفحال المـرض وبطريقة صحيحة .
- ٢ - الحديد المشع ويستخدم في التشخيص والبحوث المتعلقة
- بأمراض الدم والأنيميا ، وبذلك يمكن معرفة سبب فقر الدم وهل
- هو بسبب سوء امتصاص الحديد او بسبب النزيف او ضعف النخاع
- العظمي ، او بسبب سرع خلايا الدم الحمراء .
- وهكذا عندما نحدد السبب فـي الأنيميا بدقة فانه يمكن اعطاء العلاج الصحيح .
- 3 - الكروم المشع ويستعمل حاليا كاختبار روتيني لتحديد عمر كرات
- الدم الحمراء وتشخيص امراض الطحال المتعلقة بتحطيم كرات الدم
- وتحديد مدى مسئوليـة الطحال في هذه الامراض وبذلك يمكن معرفة
- ما اذا كانت الحالة تستدعي استئصال الطحال ام لا .
- 4 ـ ويستخدم الذهب المشع في تشخيص امراض الكبد وهذا الاختبار
- له اهمية خاصة عند الاشتباه في وجود «ثنائيات» امراض خبيثة بالكبد
- وبذلك يتحـدد بطريقة واضحة العلاج وهل هو جراحي او بالاشعة .
- ٥ - اما الزئبق المشع فيستخدم في عمل صــورة اشعاعية للكليتين
- وفيها يستطيع المعالج معرفـة سبب المرض من ضيق في الشريان
- الكلوي او ورم حميـد او خبيث .
٦ - الفلورين والسترونسيم المشع يستخدمان حاليا في تشخيص
امراض العظام وخصوصا في حالات الامراض السرطانية وما اذا
كانت هناك «ثنائيات» في العظام وبذلك يمكن تقرير نوع العلاج
من عمليات جراحية او اشعة عميقة او مضادات .
۷ - وهناك اختبار حديث التشخيص حالات انسداد الشريان الرئوي
۷ - وهناك اختبار حديث التشخيص حالات انسداد الشريان الرئوي
عن طريق اعطاء مادة مشعة ثم عمل مسح وميضي للرئتين ، وبذلك
يمكن معرفة درجة اصابة الرئة جلطة دموية قبل ان تظهر هذه الاصابة
في صورة الاشعة العادية ، كذلك يمكن معرفة مدى نجاح العلاج
في هذه الحالة ومدى تقدم المريض .
۸ ـ ومنذ استخدام «التكنيثيم» المشع في تشخيص أورام المخ
۸ ـ ومنذ استخدام «التكنيثيم» المشع في تشخيص أورام المخ
أصبح هذا الاختبار ضروريا قبل استئصال الاورام ، وأصبح المسح
الوميضي في صورة الكاميرا الوميضية من اهم وسائل تشخيص هذه
الاورام ، حيث تعطي صورة لمعان الورم بدقة كذلك حجمه ، وبذلـك
بتقرر مدى امكان عملية الاستئصال ، ومـدى احتمال المضاعفات
التي قد تحدث للمريض بعد اجراء العمليــة الجراحية .
السرطان عدو لئيم
وصورته الكئيبة توحي بالهلــع والفزع ، وتنشر الظلال السوداء
في كل بيت يطـرق السرطان بابه .
شكل الخلايا السرطانية |
انه داء قتال وختال ، يعيش تحت جلد ضحيته كجزء منه
ويكسوه بثيابه كما لو كان عزيزا عليه ويمده بدماء قلبه في
سخاء وجود كما لو كان شيئا غاليا عليه ولكنه في النهاية
يتمرد عليه وينقلب على بنيانه مدمـرا ومخربا ، ولا يزال به
حتى يسرق تاج الصحة من فـوق رأسه ، وحتى يدوس تحت قدميه
ايام عمره الجميل .
انه يعيش عالة علي ضحيته ويستمد وجوده مـن وجودها
ولكنه في نهاية المطاف يقتلها ويقتل نفسه معها، انه عالة
في حماقة وخسة وجنون .
ولكن ما هو السرطان وما حقيقته
- انه تكتلات من الخلايا البشرية نفس الخلايا التي تكون أجسادنا
- غير انها تنمو في هوس وهرجلـة وجنون لا على حساب نفسها
- ولكن على حسـاب غيرها وهي في نموها لا تحترم قانونا سوى قانونها
- ولا تؤمن بشريعة سوى شريعتها ، وغاية ما تريده وتبتغيه هو ان تحفظ
- كيانها ، وأن تعلي بنيانها حتى ولو كان ذلك فناء الآخرين وتحطيم العاملين .
- والسرطان شأن كل شيء يبدأ صغيرا صغيرا ، ثم يمضي مستخفيا
- أشد الاستخفاء ، محاذرا أبلغ الحذر، لئيما غاية اللؤم حتى اذا مكن
- لنفسه في بدن ضحيته کشف عن خفاياه ونواياه وسلط خلاياه المجنونة
- تبري بدن الضحية بريا لا هوادة فيه وتنقض على جاراتهــا وأخواتها من
- خلايا الجسم غير عابثة بأدب الاخوة او ادب الجوار .
- ومن صفات السرطان انه طموح لا يهمه شيء بقدر ما يهمه أن
- يكبر ويترعرع ومن صفات خلاياه انها تنشبـه بالخلايا البدائية
- خلايا الاجنة في بطون الامهات ، وخلايا الأجنة شأنها انها تتكاثر وتنمو
- اما الخلايا البالغة في الانسان فمن شأنها ان تعمل وتكدح ، مهما
- بـدت صغيرة للناظرين .
ان الخلية البالغة في ثدي المرأة مثلا وظيفتها افراز اللبن اما اذا
تحولت الى خلية سرطانية فانها تصبـح صبيانية في سلوكها
ويصبح كل همها ان تنمو وتتكاثر ناسية وظيفتها الاولى وأصلها الأصيل
ومن أخلاق هذا الداء انه يبيت الشر لكل ما حواليه من أنسجة وأعضاء
فهو لا يزال يغزوهـا ويرهقها ويضغط عليها ويضنيها ، ويغتصب اللقمة
من يديها حتى يسلمها الى الضمور والاضمحلال ، وحتى يسلبها الراحة
والصحة والامان .
والصحة والامان .
ولو كان السرطان عاقلا لابقى على ضحيته ، ففـي بقائها بقاء له
ولحظة فنائها التي فيهـا يموت والقبر الذي يحفره بأنامله الغليظة
لضحيته ، هو نفس القبر الذي سوف يرقد فيه .
والسرطان بعد ان يرهق جيرته والاقربين اليه يتطلع الى آفاق جديدة
والسرطان بعد ان يرهق جيرته والاقربين اليه يتطلع الى آفاق جديدة
يغزوها ويرسل رسله الى الزوايـا والاركان ويبث عملاءه في كل مكان
تارة عن طريق الجهاز الليمفاوي ، وطورا عن طريق الدم ، وأحيانا عـن
طريق التجويف البطني وبعد رحلة قد تقصر او تطول تستقر الخلايا
السرطانية حيث يطيب لها المقام ، في الكبد او الرئة او المخ او العظام
- وهناك تستأنف هذه الاورام الثانوية نشاطها الخبيث ولا تزال بالبدن
- حتى تشيع فيه الكلل وحتى تسلمه في النهاية الى الزوال .
- وليس كل ورم في الجسم سرطانا فمن هـذه الاورام أورام حميدة
- مهذبة لا تؤذي اصحابها ، ولا تهدد بالخطر جيرانها ، بل انها تحسن
- عشرة الذين يعاشرونها ، فلا تضمر لهم شرا ، ولا تكن لهم ما يكرهون .
- والسرطان داء يفضل الكبار على الصغار ، وهو تارة يؤثر الرجال وطورا
- يفضل النساء ، فسرطان الثدي مثلا يصيب رجلا واحدا كلما أصاب
- من النساء تسعا وتسعين .
- وهو يصيب النساء اللاتي يشرفن على سن اليأس ، ولكنه قد يسف
- اسفافا ظاهرا حتى يصيب الفتيـات العذاري والبنات الابكار .
وعلى العكس من سرطان الثدي نجد سرطان اللسان ، فكلما اصاب
سيدة واحدة ، اصاب تسعة من الرجال وسرطان المعدة يصيب
اثنتين من النساء كلما اصاب ثلاثة من الرجال .
والسرطان ليس داء مستحيل الشفاء ولسنا نقول ذلك من قبيل
التطمين ولكنها الحقيقة التي تكفلها لنـا عناية السماء .
ومفتاح السر هنا هو المبادرة بالعلاج والداء في مهده
دون مخالفة او مهادنة .
ومفتاح السر هنا هو المبادرة بالعلاج والداء في مهده
دون مخالفة او مهادنة .
المصادر والمراجع
كتاب امراض الغدد والمسالك البولية
اعداد محمد رفعت اشترك في تأليفة
كتاب امراض الغدد والمسالك البولية
اعداد محمد رفعت اشترك في تأليفة
إرسال تعليق
اترك تعليقك هنا